علاج الحسد في الصحة
علاج الحسد في الصحة
“علاج الحسد في الصحة” الحسد هو تمني زوال النعمة من الشخص المحسود، كما يعرفه العلماء، وهو من الأخلاق التي ذمّتها الشريعة الإسلامية، حيث أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالاستعاذة منه، فقال: “وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ”. تظهر آثار الحسد على المحسود في جسده وروحه وسلوكه، وقد أشار بعض العلماء إلى هذه الأعراض، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. عندما يصاب الشخص بالحسد، قد يعاني من مشاكل نفسية، مما يجعله يتجنب الذهاب إلى المدرسة أو العمل.
2. يفقد الرغبة في التعلم والدراسة، مما يؤثر على قدرته على الحفظ والفهم.
3. يميل المحسود إلى الانعزال والابتعاد عن مشاركة أسرته في تفاصيل حياته.
4. يشعر بعدم الحب والولاء من أقرب الناس إليه.
5. يصبح أكثر عنادًا ويفقد الاهتمام بمظهره.
6. يسيطر عليه شعور بالضيق والملل، ويشعر بالاختناق.
7. إذا أصاب الحسد المال، يعاني المحسود من الارتباك والضيق في المعاملات المالية.
8. قد تتعرض ممتلكاته للتلف، وتتعطل حركة البيع، مما يسبب له الضيق في عمله.
9. إذا أثر الحسد على جسده، قد يشعر بالخمول والكسل وفقدان الشهية، بالإضافة إلى كثرة التنهد والأوجاع.
علاج الحسد
أوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، في فتوى سابقة ما يجب على الشخص فعله إذا شعر بأنه معرض للحسد من الآخرين، وهي كالتالي:
1. إذا كان يعاني من مرض، ينبغي عليه أن يتلقى العلاج الطبي.
2. يجب أن يحصن نفسه بالرقية والدعاء، طالبًا من الله سبحانه وتعالى أن يصرف عنه السوء والعين والحسد.
3. يمكنه التداوي بالقرآن، حيث أكد علام أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أجاز التداوي بالرقية بأم القرآن. فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن مجموعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مروا على قبيلة من العرب ولم يقروهم، وعندما لدغ أحدهم، طلبوا العلاج، لكنهم اشترطوا عليهم أن يقدموا لهم شيئًا من الغنم. فقرأ أحدهم بأم القرآن، وتفل، فشفي. وعندما أرادوا أخذ الغنم، استشاروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فضحك وقال: “وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ”.
علاج العين والحسد والفرق بينهما
1. يُعتبر الحسد أعم من العين، حيث أن العائن هو نوع خاص من الحاسد، فكل عائن هو حاسد، لكن ليس كل حاسد يُعتبر عائنًا. لذلك، ذُكرت الاستعاذة من الحاسد في سورة الفلق، مما يعني أن المسلم إذا استعاذ من شر الحاسد، فإنه يشمل العائن أيضًا، وهذا يعكس شمولية القرآن وإعجازه وبلاغته.
2. ينشأ الحسد من مشاعر الحقد والبغض وتمني زوال النعمة، بينما العين تنجم عن الإعجاب والاستحسان.
3. يتشابه الحسد والعين في تأثيرهما، حيث يتسبب كلاهما في ضرر للمحسود والمعين، لكنهما يختلفان في مصدرهما. فمصدر الحسد هو تحرك القلب واستكثار النعمة على المحسود وتمني زوالها عنه، بينما مصدر العين هو نظرة العين التي قد تصيب حتى الجمادات أو الحيوانات أو النباتات أو المال، وقد تصيب العين صاحبها نفسه إذا نظر بشغف وتعجب.
4. يمكن للحاسد أن يحسد شيئًا متوقعًا قبل حدوثه، بينما العائن لا يُعين إلا ما هو موجود بالفعل.
5. لا يمكن للإنسان أن يحسد نفسه أو ماله، لكنه قد يُعينهما.
6. لا يحدث الحسد إلا من نفس خبيثة حاقدة، بينما قد تحدث العين من شخص صالح نتيجة إعجابه بشيء دون أن يقصد زواله، كما حدث مع عامر بن ربيعة الذي أصاب سهل بن حنيف بعينه، رغم أن عامرًا رضي الله عنه كان من السابقين إلى الإسلام ومن أهل بدر. وقد فرق بين الحسد والعين عدد من العلماء مثل ابن الجوزي، وابن القيم، وابن حجر، والنووي، وغيرهم – رحمهم الله جميعًا.
كيفية علاج المحسود بالدعاء النبوي
شرح الشيخ الراقي الشرعي، عمرو الليثي، كيفية علاج المحسود وذكر طريقة رقية النبي -صلى الله عليه وسلم- لأفراد أسرته. وأشار إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا مرض أحد من أهله يضع يده اليمنى على رأسه ويقول: «اللَّهُمَّ ربَّ النَّاسِ، أَذْهِب الْبَأسَ، واشْفِ، أَنْتَ الشَّافي، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفاءً لا يُغَادِرُ سقَمًا».
كما استشهد «الليثي» بما رواه أنس رضي الله عنه، حيث قال لثابت رحمه الله: “ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟” فقال: “بلى”. فقال: “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ البَأسِ، اشْفِ أَنتَ الشَّافي، لا شافي إِلَّا أَنتَ، شِفاءً لا يُغادِر سَقَمًا”. رواه البخاري.
واستدل أيضًا بما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “يا محمد، اشتكيت؟” فقال: “نعم”. فقال: “بسم الله أرقِيكَ، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقِيكَ”. رواه مسلم.
حقيقة الإصابة بالعين والحسد
إن الإصابة بالعين والسحر لا تحدث إلا بقضاء الله وقدره، فلا يمكن أن تسبق العين القدر. كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: «لو كان شيءٌ سابَق القدرَ لسبقَتْه العَيْنُ». لذا، يجب على المؤمن أن يحسن الظن بالله ويتوكل عليه، فليس للعبد إلا ما كتب الله له. حتى لو اجتمع جميع الناس على إيذائه بشيء، فلن يتمكنوا من ذلك إلا بما قدره الله.
وقد ورد التحذير من السحر والعين، حيث يستحق الساحر اللعنة لأنه من المفسدين في الأرض. قال الله تعالى: «فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ». ومع ذلك، لا يزال بعض ضعاف الإيمان يلجؤون إلى السحر لإيذاء عباد الله. وقد أقر الإسلام بوجود السحر وتأثيره على المسحور، وقدم العلماء والمختصون طرقًا لتحصين النفس من هذا الخطر ووسائل للتخلص من السحر وآثاره.
اقرأ ايضا: