آيات إبطال السحر بأنواعه
آيات إبطال السحر بأنواعه هل يوجد آيات محددة لإبطال السحر؟
مما لا شك فيه أن القرآن الكريم فيه شفاء من الأمراض الجسدية والروحية والنفسية، ولكن لم يرد في الكتاب أو السنة تحديدًا لآيات مخصصة من أجل إبطال السحر، وإنما ورد في الأحاديث الصحيحة، أن النبي صلى الله عليه، وسلم كان يقرأ بالمعوذتين، للاستعاذة من الشيطان وشروره، وأنه أقر للصحابة قراءة سورة الفاتحة للرقية، ولا بد من التنويه إلى أن قراءة القرآن من شأنها أن تبطل السحر، وقد شاع استخدام بعض أهل العلم لتلاوة آيات بعينها من أجل إبطال السحر.
حيث إنه تم تحديد هذه الآيات عن طريق التجربة، وهنا لا بد من التذكير أن الأمر بيد الله، وأن الله -سبحانه وتعالى- هو الذي يبطل السحر، وإن تلاوة آيات القرآن الكريم ما هي إلا سبب من أسباب الشفاء التي أوجدها الله تعالى لعباده المسلمين، لذلك عند قراءة القرآن للشفاء من السحر، لا بد من استحضار نية الشفاء بإذن الله، وأن الآيات هي سبب لا تشفي بذاتها.
الطرق الشرعية لإبطال السحر
ذكر السحر في القرآن الكريم وكذلك ورد في السنة النبوية الشريفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم سُحر، وقد وصف السحر أنه شرك بالله، وكل من يتعامل بالسحر فهو مشرك، لذلك يلجأ المسلمون ممن تعرضوا للسحر إلى التخلص منه بالطرق الشرعية التي ليس فيها شعوذة وشرك والعياذ بالله، ومن بين هذه الطرق الرقية الشرعية بآيات من القرآن الكريم التي بيناها سابقًا، بالإضافة إلى الأدعية.
كذلك من الطرق التي يستخدمها أهل العمل في علاج السحر، هي قراءة الرقية الشرعية على الماء أو الزيت، بحيث يقوم المصاب بالسحر بشرب الماء على عدة أيام بالإضافة إلى الاستمرار بالرقية، وأما الزيت فإنه إما أن يستخدم للأكل أو لدهن الجسم فيه من أجل الشفاء بإذن الله تعالى، والجدير بالذكر أن كل هذه الطرق ما هي إلا أسباب يسرها الله سبحانه وتعالى للشفاء، وإن الشفاء وإبطال السحر يكون بيد الله وحده.
آيات السكينة والطمأنينة
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّـهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا). “سورة الفتح، آية: 4”.
(قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ). “سورة يونس، آية: 58”.
(فَأَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا). “سورة الفتح، آية: 26”.
(الَّذينَ آمَنوا وَتَطمَئِنُّ قُلوبُهُم بِذِكرِ اللَّـهِ أَلا بِذِكرِ اللَّـهِ تَطمَئِنُّ القُلوبُ). “سورة الرعد، آية: 28”.
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ). “سورة البقرة، آية: 248”.
(لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا). “سورة الفتح، آية: 18”.
كيفية القراءة على الماء ومشروعية ذلك
تُشرع القراءة على الماء للعلاج والرقية به، ذلك أنّ القراءة في الماء والاستشفاء به منقولٌ عن السّلف، وقد رخّص العديد منهم بكتابة بعض آيات القرآن في الماء وشربه أيضاً،[١] ونُقل جواز القراءة على الماء عن عائشة -رضي الله عنها-، ومجاهد، وابن تيمية، والقاضي عياض، وغيرهم.[٢]
أمّا طريقة الرقية على الماء فتكون من خلال قراءة آيات الرقية والشفاء على الماء، ثمّ شربه، أو الاغتسال به في مكانٍ طاهر،[٣] وممّا نُقل في ذلك عن السلف وأهل العلم ما يأتي:
قال صالح بن الإمام أحمد بن حنبل: “ربما اعتللتُ فيأخذُ أبي قدحًا فيه ماء فيقرأ عليه ويقول لي: اشرب منه، واغسل وجهك ويديك”،[٤] وقال عن أبيه: “… ورأيته يعوذ فِي المَاء ويشربه الْمَرِيض وَيصب على رَأسه مِنْهُ”.[٥]
قال الشيخ ابن جبرين: “ثبت عن السلف القراءة في ماء ونحوه، ثم شربه أو الاغتسال به، مما يخفف الألم أو يزيله، لأن كلام الله تعالى شفاء…”.[٦]
الآيات التي يمكن قراءتها على الماء
القرآن الكريم كلّه خيرٌ وشفاءٌ، وتحصينٌ وبركة، فقد قال -سبحانه-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ …)، [الإسراء:82] ويمكن للمريض قراءة ما يستشفّ منه وجه علاج لمرضه، ونذكر أبرز ما ينفع في باب الرقية والعلاج عموماً فيما يأتي:
سورة الفاتحة
إنّ لسورة الفاتحة فضائل كثيرة، ويُسمّيها أهل العلم بالشافية وسورة الشفاء، لأثرها العظيم في الرقية، وقد ثبتت مشروعية الرقية بها في السنّة النبوية، وقال ابن القيم -رحمه الله-: “ولقد مرَّ بي وقتٌ بمكَّة سقِمتُ فيه، وفقدتُ الطَّبيبَ والدَّواء، فكنت أتعالج بها: آخذ شربةً من ماء زمزم، وأقرؤها عليه مرارًا، ثمَّ أشربه، فوجدتُ بذلك البرء التَّامَّ، ثمَّ صرتُ أعتمد ذلك عند كثيرٍ من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع”.[٧]
المقال السابق يتحدث عن : شيخ روحاني جلب الحبيب
الشيخ الروحاني في الموقع المشهور في السعودية : رقم شيخ روحاني